لمـاذا خسـر الهــلال..؟ / بقلم: محمـد بنيـس ..

لماذا خسر الهلال ..؟

محمد بنيس

*هكذا خسر الهلال اللقب ...وحرق اللاعب الأوراق ...وأضرم المدرب النار ...فتوهجت وجاءت على الأخضر واليابس ...

*ولايمكن في كل مرة تسلم الجرة ...ولايمكن لأي فريق في العالم أن يتعود على اللعب بعشرة لاعبين ولا يخسر ...فطرد عزيز حرق الورقة التقنية الأساسية في وسط الميدان الدفاعي ...والمدرب البلجيكي حديث العهد عوض استعمال الذكاء التكتيكي في مثل هذه الطوارئ ...نفخ في النار فأتت على كل شيء ..كيف ؟

*سبق في هذه المساحة أن تناولت ..وبإسهاب علني ..أن النجم الاتحادي نور ..هو الذي يحرك الآلية الهجومية برمتها ..حلقت في فضاء الحراسة الفردية اللصيقة ..وكيف ومتى تستعمل ..وأكدت أن العديد من المدربين (الموضوعيين ) في العالم لم يعودوا يقطعون الماء والكهرباء على المهاجمين المباشرين ولكنهم يذهبون للمصدر ..لصانع اللعب ويحاصرونه ويكتمون أنفاسه ..

محمد نور هو صاحب التمريره الثانية لأبو شروان الذي (قلب وشقلب )وسجل هدفاً قاتلاً ..
ومحمد نور هو صاحب كل خطر محدق في المباراة ..ومع كل ذلك ..لم يستطع المدرب البلجيكي أن يكلف ولو ربع لاعب لمراقبته ..

المدرب الهلالي أخرج التائب ..وكان في ذلك محقاً (على أساس أنه مدرب جديد لا يعرف ) .. لأن طارق كانت جل كراته مقطوعة .. وكان يحتفظ بالكرة كثيراً وفي النهاية يسير بها عرضياً فتسرق منه ...لكن المدرب لو كان يعرف التائب جيداً .. لما غيره .. لأن اللاعب كبير وذكي ويمكنه في أية لحظه أن يحدث الفارق ... قد يسدد ... قد يحول ضربة خطأ لهدف ... وقد يجد حلولاً أخرى ... لن تخطر على بال المدرب ...

والعودة لشريط المباراة تؤكد أن الخطر الاتحادي المحدق والمستمر .. والمسترسل ..كان يأتي من اليمين أي في الجهة اليسرى للهلال حيث كان الزوري وحده دون تغطية من الوسط الدفاعي ..
فكل الكرات التهديدية كانت من أبو شروان .. وكان دائماً يجد نفسه وحيداً .. في مساحة شاسعة تجري فيها خيول السباقات ..

لماذا لم يقفل ليكنز هذه الجهة .. لماذا أصلاً لم يراقب نور .. ولماذا ًاستبدل التائب .. ثم بعدها .. استبدل مدافعاً وأدخل مهاجماً ..من أجل المجازفة .. وهي مغامرة قاتلة لأن حسابات إمكانياتها في الضرر تتجاوز أي نسب إخرى للربح ..

وقد كان على المدرب الهلالي أيضاً حفظ ماء وجه عشاق الهلال بالتعادل على أكثر تقدير وهو أقل الضررين .. لأن ضربة الجزاء التي حققت التعادل وبعشرة لاعبين .. كان يجب استثمارها بذكاء .. وبإقفال دفاعي محكم .. وبإرهاق الخصم وبمحاولة تخديره بالاستسلام للتعادل .. وهو ما يريده الاتحاد .. ثم بعدها تملك الكرة .. والتفكيرة في أية مبادرة أو أي
حل تقني (الضربات المتوقفة /الكرات الميتة) أو حل تكتيكي باعتماد المرتد السريع .. ولو بكرة واحدة قد كون قاتلة ..
الاتحاد فريق قوي وهو مالا ينكره أحد .. لكن .. هل الهلال فريق أقل ..؟

ربما في اعتقاد البعض الذين أقرروا أن الاتحاد كان الأفضل ويستحق اللقب عن جدارة خصوصاً أنه قدم مستوى جيد أمام الهلال وغلبه في عقر داره وأمام جماهيره .. هذا الاعتقاد غير عادل .. لأن الطريقة التي ظهر عليها الهلال وعلى غير العادة هي التي سهلت مأمورية الاتحاد ليظهر أفضل وأقوى .. لأنه لو روقب نور .. لما حدثت جل تلك التهديدات .. ولو سدت الجهة اليسرى للهلال .. لما فعل أبو شروان ما فعله ..ولاحظ معي .. أنهما معا كانا حرين طليقين وكأنهما يلعبان مباراة حبية ..

لقد كان لقاء الهلال .. الاتحاد .. يطابق أي نهائي كأس .. والنهائيات لا تلعب بالمجازفات وفتح اللعب .. والمجازفات .. والتغييرات القاتلة .. ولكن أي نهائي حاسم .. يلعب بالاقفال الدفاعي الكاتم .. وبالحذر الشديد .. وبالمراقبات اللصيقة وبالصرامة .. وأي تحرك هجومي .. لابد له من بدائل لتوقعات طارئه من الخصم ..

خسر الهلال بتهور لاعب .. وبمدرب لا يعرف الاتحاد ولم يتعرف على الهلال .

مشكور على الطله الرائعه والموضوع المتميز

مشكور والله كثير الشكر

مشكووووووووووووووووووووووووووووووور خيو ع الموضوع الأكثر من رائع